أخبار عاجلةالأدب و الأدباء

سيناء أرض الشهداء

ناصر محمد ميسر

احجز مساحتك الاعلانية

 

انها سيناء .. أرض الشهداء والدماء النقية.. وهناك اختلطت حبات الرمال بنجيع الشهداء الأخيار، وتواصلت المسيرة من الأبناء البررة وامتد الحب وتوارثت الأجيال نقاء الأرض وصفاءها، وبقيت بصماتها عبر الزمن الذي شهد لها أنها في قلوب أبنائها وفي عيون أهلها.
نعم هي سيناء .. الأرض والتاريخ والدماء، فإلى هناك حيث يأخذنا الآسر، حيث ندري ولا ندري كيف احتضنت هذا الجبال  وهذا الحب الأزلي، فلها ألف حكاية وحكاية، والتاريخ دائمًا هو الذي ينقلنا حيث لا نريد، فمصر ملئية  بالمواقع التي تثيرك، فكل المواقع والآثار لها وقع خاص بها ولها حكاية تسرك، فلابد من كشف السر المدفون في أعماقك الذي جعلك تهيم فيها حبًّا وهيامًا، يجب أن تبوح لها بسرّك لكي تبادلك البوح في بعض سرّها وبعض نصف الحقيقة، وتحبك بأقل ما أحببتها، أو تمنحك بعض الحب عند حاجتها.. أو عند كرهها للآخر، فالمكان تمامًا كالمعشوق الذي لا يفارقك خياله أو ظله المتجذر فيك، فكيف إذا كانت هذه هي سيناء  التاريخ والشهداء والعلم والإنسان الطيب.. آه أيتها الرائعة المتجذرة فينا كحد السيف لا نقدر إلا أن نبقى على اندهاشنا عندما نغادر جمالها وناسها مرددين:

يا سيناء  الأحرار يا رجع الصدى

يا موئل الأبرار يا نبع الفدا

عهدًا ستبقي للعروبة محتدا

والله لا ننسى  انبيائها 

أقسمت بالرحمن بالشعب الأبي

بالثورة الكبرى تبناها أبي

أقسمت بالأرض الطهور وبالذرى

أن لا يقر على ثراها معتدي

يقول الله سبحانه وتعالى: “وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” (الأعراف 143)

سيناء أرض الأنبياء والديانات السماوية، بدءًا من الخليل إبراهيم –عليه السلام- الذي عبرها، وموسى –عليه السلام- الذي أقام بها مع شعب بني إسرائيل فترة من الزمن، و”العائلة المقدسة” التي عبرتها وهي في طريقها إلى مصر.

 وبقيت سيناء  مهابة وعظيمة لأنها تستند إلى رجال عظماء ضحوا بأرواحهم في سبيل الارض عاشت مصر عاش رجالها العظماء 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى